مركز أبوظبي للغة العربية يؤكد دور الترجمات في نقل المعارف بين الشعوب

 

3 حزيران 2022

 

أبوظبي - اختتم مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الفعالية الثقافية «ترجمة»، التي عقدها مؤخراً، بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، إحدى المؤسسات العالمية العريقة التي تكرّس جهودها لدعم الثقافة العربية وربطها بالثقافات الإنسانية الأخرى.

حضر الفعالية الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، مندوبة المملكة العربية السعودية الدائمة لدى منظمة اليونسكو، وسفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا، والشيخ سالم خالد عبدالله القاسمي المندوب الدائم للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، والسفير الشيخ خليفة آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية الفرنسية.

وخرجت الفعالية بجملة من التوصيات التي أضاءت على أهمية الترجمة بوصفها الجسر الأساس في تعريف الشعوب على الثقافات الأخرى، واطلاعهم على مشاريع مفكريها، وأدبائها، ولفتت إلى ضرورة وضع خطة واضحة للترجمة من العربية إلى الفرنسية والعكس، كما شملت على مجموعة من مبادرات دعم المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية، وتشجيع المؤسّسات ودور النشر بتقديم الدعم المعرفي اللازم، إضافة إلى تأهيل المترجمين من اللغتين لفهم الثقافتين العربية والفرنسية، والارتقاء بجودة الترجمة.

ونظم المركز في إطار الفعالية سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية تضمّنت جلسة بعنوان «اللغة العربية في فرنسا: استخداماتها وتناقلها وانتشارها»، شارك فيها جاك لانغ، وزير التربية والثقافة الفرنسي الأسبق، رئيس معهد العالم العربي، الذي يعتبر التعددية اللغوية قيمة أولى في السياسات اللغوية، وكان له مساهمات قيمة ضمن مشروع «كلمة» من خلال ترجمة كتابه «اللغة العربية كنز فرنسا»، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وسعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، والدكتور معجب الزهراني، مدير عام معهد العالم العربي.

فيما ناقشت الجلسة الثانية تحت عنوان: تجليات «باريس في الأدب العربي الحديث»، مكانة باريس وحضورها في الأدب العربي الحديث بوصفها بوابة للحداثة، وقد شارك فيها كل من الدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية بالإنابة في مركز أبوظبي للغة العربية، وفريديرك لاغرانج، مدير وحدة التأهيل والبحث المختصة بالدراسات العربية والعبرية في جامعة السوربون.

وقال جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس: «عندما نتحدث عن معهد العالم العربي، فإننا نشير إلى التعاون والتآلف بين الثقافتين العربية والأوروبية، وإلى دور المعهد بوصفه جسراً يربط بين العالم الإسلامي وأوروبا ويسعى لتعزيز اللغة والثقافة العربية وإعلاء شأنها، وهو دور يتقاسمه مع مركز أبوظبي للغة العربية».

وأشار لانغ إلى أن هذه الفعالية ثمرة من ثمار الشراكة القائمة بين المؤسستين في تنظيم المؤتمرات والفعاليات الثقافية وسعيهما لتعزيز تعلم اللغة العربية واكتسابها وانتشارها في العالم، مشيداً بأهمية التعاون بينهما لترجمة الأعمال الصادرة بالعربية إلى اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى ترجمة الأعمال الفرنسية إلى العربية.

وتعد شهادة «سمة» أحد أبرز مبادرات اتفاقية التعاون بين الجهتين، وهي شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس، ويروج لها مركز أبوظبي للغة العربية بغية تقييم الكفاءة اللغوية في العربية المعيارية الحديثة.

وحول الفعالية قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يربطنا بمعهد العالم العربي في باريس، العديد من العلاقات المهمّة التي حظيت بحضور بارز على صعيد الأدب العربي الحديث ورموزه، حيث يخدم تنظيم هذه الفعالية الحضارتين عبر لغتيهما اللتين تمتلكان تاريخاً ثرياً من التواصل والتأثير والتأثر، يتجلى في كافة أشكال الحياة والفن والعلم، إلى حدٍّ يمكننا معه باطمئنان إحصاء مئات الكلمات المتداولة بالفرنسية من أصل عربي، وربما مثلها في العربية».

وأضاف: «ناقشنا خلال الفعالية مستقبل حضور اللغة العربية في فرنسا، التي تعد ثاني اللغات المحكية فيها، وتدارسنا سبل ترسيخ مكانتها لتصبح معبراً حقيقياً عن تفاصيل الحضارة الثرية التي تكتنزها مفرداتها، لتعود كما هي تلك العربية المتألقة والمنفتحة والقادرة على احتواء الكون ومكوّناته، والتواصل مع كافة شعوب الأرض وثقافاتها، ونسعى من خلال التوصيات التي خرجنا بها إلى تعزيز مكانتها وحضورها بوصفها جسرا يعرف الحضارات العالمية على ثقافتنا العربية والإماراتية على نحو أوسع وأكثر شمولاً».

بدوره قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة: «سلطت الفعالية الضوء على العديد من المحاور منها تجربة مشروع كلمة للترجمة، الذي أتاح لقراء العربية كنوزاً من المكتبة العالمية بلغاتها المتعددة وثقافاتها المتنوعة، وقد أولى هذا المشروع اللغة الفرنسية أهمية خاصة، فأبرم اتفاقيات تعاون مع عدد كبير من دور النشر الفرنسية العريقة أثمرت عن ترجمة أكثر من 1181 كتاباً في العديد من الحقول، لهذا فإن تنظيم هذه الندوات يعزّز من أطر التعاون الذي يجمعنا بالمعهد، ويدعم الحراك الثقافي المشترك، ويجسّد نموذجاً يُحتذى في الانفتاح الحضاري والتواصل الثقافي».

 

المصدر