حماية اللغة العربية بابتكار تطبيقات إلكترونية تجذب المستخدمين

 

17 شباط 2024

 

وفاء زايد

أكد مختصون في مجالات اللغة العربية والبرمجة أهمية إنتاج تطبيقات إلكترونية تعنى باللغة العربية ، وابتكار برامج وروابط معرفية عبر شبكة الإنترنت تتناول علوم اللغة العربية ، وتكون بمثابة المرشد والمدقق والمصحح لكل مرتادي المواقع ، وضرورة توجيه أولياء الأمور لأبنائهم نحو استخدام اللغة العربية في كل مناحي الحياة.

وقالوا في لقاءات للشرق : إنّ الدولة أولت اللغة العربية اهتماماً بالغاً ، ووضعت قانوناً لحماية اللغة من التأثير السلبي ، وإلزام كل الجهات والمؤسسات بوضع برامج وورش لتعزيز الاهتمام بها.

ودعا المختصون إلى حث المبتكرين والمبادرين من الشباب والباحثين على اختراع برامج تقنية وتطبيقات إلكترونية تتناول علوم اللغة التي يعاني منها الطلاب والأطفال، مثل الصياغة السليمة والأخطاء اللغوية والأساليب وتراكيب الجمل والمفردات، بهدف تحفيز الشباب للتعرف على جماليات اللغة وجذبهم من خلال القصص والتشويق في العرض والأسلوب.

وأضافوا أنّ المحتوى اللغوي للغة العربية على شبكة الإنترنت ضعيف ، ويتخلله الكثير من الأخطاء اللغوية والأساليب غير القويمة والحروف والأرقام التي يكتبها بعض الشباب وتسمى بـ(العربيزي) وهي خليط من حروف عربية وإنجليزية وأرقام ، مؤكدين أنها تشوه اللغة العربية.

 

م. إيمان الحمد: إنتاج تطبيقات لغوية موجهة للمجتمع العربي

قالت مهندسة الكمبيوتر والمخترعة إيمان الحمد : إنّ التطبيقات الإلكترونية التي تعنى باللغة العربية ضعيفة جداً وقليلة لأنّ أغلب تلك التطبيقات تكون بلغات أجنبية ، وهذا  جعل مستخدمي المواقع العنكبوتية لا يعرفون كيفية التعامل باللغة العربية؛ لأنه لا توجد تطبيقات وبرامج تقدم لهم آليات واضحة. وأكدت حاجة المجتمع العربي إلى تطبيقات تتعامل في محتواها باللغة العربية وتوجه رسالتها وبرامجها للشباب في كل مكان، ولابد من وجود قواعد بيانات باللغة العربية تمكن المبتكرين ورواد الأعمال من ابتكار برامج إلكترونية ذات محتوى لغوي عربي جيد وآمن.

وأشارت إلى أنّ مؤسسة قطر وما لديها من مركز الحوسبة يقدم برامج متنوعة ومبتكرة في اللغة العربية ، وهذا انطلاقاً من أهمية التكنولوجيا التي باتت مطلباً مهماً حيث إنّ العالم اليوم يتحول إلى الذكاء الاصطناعي، ولابد من تطوير تطبيقات تعنى باللغة العربية لتكون برامج تنافسية .

وقالت إن إرادة رواد الأعمال والمبتكرين وخبراء التقنية وإصرارهم على ابتكار تطبيقات باللغة العربية سيؤدي إلى إثراء المحتوى الإلكتروني العربي.

وتحدثت عن ابتكارها قائلة ً : حرصت على ابتكار تطبيق خصوصية المعلومات بالعربية ، وهو بمثابة منصة للتعامل بشكل فوري مع عمليات الاحتيال عبر الهاتف من خلال التعرف على الصوت وتحويل الكلام إلى نص مكتوب ، ثم يتم تحليل النص المسجل من خلال محرك باللغة العربية لاكتشاف محاولات السرقة بعد فهم السياق واللغة، وتنبيه المستهلك.

ويعتمد هذا الابتكار على مزج فريد بين الخوارزميات والذكاء الاصطناعي لتحديد وتحليل المحادثات العربية في الوقت الحقيقي ، مما يوفر حماية سريعة ضد محاولات الاحتيال.

وأضافت أنّ الثورة الصناعية اليوم تتوجه سريعاً نحو تعزيز البيئات الذكية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مناحي الحياة ، مؤكدةً أنّ ابتكارها يحفز المبادرين على إنتاج تطبيقات لغوية وموجهة للمجتمع العربي .

 

أحمد البدر: تحفيز توظيف التقنية في نشر اللغة العربية

قال السيد أحمد البدر خبير تربوي إنّ تطوير التعامل مع اللغة العربية يتطلب ابتكار تطبيقات إلكترونية مرنة ، تخدم كل شرائح المجتمع من باحثين وطلاب وأطفال ، مثل تطبيقات خاصة بـتصحيح الأخطاء الإملائية ، وتحسين الخطوط ، وتصويب الأخطاء الشائعة ، أو برامج تعنى باللفظ والصورة والصوت مثلاً ، مؤكداً أنّ اللغة العربية هي لغة عالمية ، وفاعلة في المحافل الدولية ضمن لغات عالمية عديدة ، إلى جانب كونها لغة القرآن الكريم ولغة الحضارة الإسلامية

وأضاف أنّ الاهتمام بها هو العمل على إبرازها للمجتمعات وليس عزلها عن المؤثرات الخارجية ، إنما اللغة تاريخ عريق وسلوكيات شعوب ومجتمعات ، منوهاً أنّ التعامل معها باهتمام يؤدي إلى اهتمام الآخرين بها ، علاوة ً على ضرورة توظيف التكنولوجيا والثورة المعرفية لخدمة أهداف اللغة وزيادة الوعي بها.

وأشار إلى أنّ قصور الاهتمام باللغة يعود لتقصير البعض في إيلاء الاهتمام بها والعزوف عنها للغات أجنبية أو عدم تطوير أنفسهم في اللغة .

وحث أولياء الأمور على مساعدة أبنائهم على الاهتمام باللغة العربية ، والإسهام في نشرها من خلال تعزيز الارتباط بها كلغة عراقة وأسلوب حياة ، داعياً المؤسسات والمختصين إلى إيجاد طرق تحفيزية جديدة لجذب الاهتمام بحروف اللغة العربية والصياغة وأساليب الكتابة.

وأكد أنّ الدولة لم تدخر جهداً في الحفاظ على اللغة العربية من خلال قانون حماية اللغة العربية ، وإلزام الجهات والمؤسسات بالكتابة باللغة العربية ، وأيضاً الاهتمام باللغات الأجنبية الأخرى من أجل إثراء المستفيدين.

 

م. فراس عبدالمجيد: الذكاء الاصطناعي يخدم اللغة ببرامج مستقبلية

أكد المهندس فراس عبد المجيد خبير تكنولوجيا وذكاء اصطناعي أنّ الاستغلال الجيد لكل الوسائط التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي يخدم اللغة العربية ، ويطورها ، ويمكن جعله مرشداً ومصححاً لكل وسائل الصياغة والكتابة والطباعة أيضاً، عبر إنتاج تطبيقات مرنة تعمل بالذكاء الاصطناعي تعلم الأطفال أساسيات اللغة وتضع برامج لتحسين كتاباتهم، والأهم نشر اللغة العربية في المحتوى الإلكتروني الذي يشهد إقبالاً كبيراً من كل الأعمار.

وحث الأسر وأولياء الأمور على إطلاق العنان لأبنائهم لاستكشاف عالم اللغة العربية الشيق عبر القصص والروايات المصورة ، وستخدام الألعاب والرسم والألوان لتحفيزهم ، ولابد أن ترشد الأسر أبناءها لكيفية تجنب استخدام العامية والحروف الإنجليزية في أحاديثهم أو كتاباتهم اليومية.وأكد أنّ الرقابة على الأبناء خلال تبادل الأحاديث أو استخدام التكنولوجيا،  أو ارتياد مواقع التواصل أمور في غاية الأهمية ، منوهاً أنّ الحفاظ على اللغة داخل المحيط الأسري لابد أن يكون بمثابة قانون ملزم للأبناء حتى لا يتهاون فيه الصغار، وهذا سيؤدي إلى تفعيل استعمالها ورعايتها والحفاظ عليها مستقبلاً.

 

حسن الحاجي: تفعيل اللغة في التعاملات التجارية والتسويق

أكد السيد حسن الحاجي حاجة المجتمع والجمهور لتفعيل اللغة العربية في التعاملات التجارية ، وخاصة ًلدى موظفي التسويق والترويج والدعايات الإعلانية، الذين يلتقون بالجمهور في أماكن التجمعات، فهذا يضفي الأهمية على اللغة العربية ، ويعزز من اهتمام الآخرين بها، مشيراً إلى أنّ الكثير من التعاملات الاقتصادية تكون بلغات أجنبية قد لا يتقنها البعض، ومن المجدي أنّ تكون بلغة عربية بسيطة وميسرة .

واقترح على المؤسسات الاجتماعية والتربوية طرح دورات تعريفية وإثرائية للغة العربية، وتكون موجهة للجمهور وللشباب والأطفال ، تتناول الأساليب والأخطاء اللغوية والرسم الإملائي والخطوط، وطرق الكتابة المختصرة والمفيدة لمواقع التواصل الاجتماعي وفي المحتوى الإلكتروني للشبكات الاجتماعية.

 

المصدر