الرئيسية

الزراعة المائية: من الأساليب التقليدية إلى الابتكارات المتطورة في الزراعة

19 شباط 2025

تتنوع طرق الزراعة المائية لتشمل مجموعة من التقنيات التي تختلف في آلياتها واستخداماتها. هذه الطرق تشمل تقنية الغشاء المغذّي، تقنية الطوف، تقنية الغمر والتصفية، تقنية التنقيط، تقنية الزراعة الهوائية، وتقنية الفتيل. كما توجد أنظمة أخرى مشتقة أو مزيج من هذه الطرق الأساسية. تركز الزراعة المائية على تزويد الأكسجين للجذور، سواء عن طريق الماء أو الهواء، لضمان نمو النبات بشكل صحي.

تعتبر تقنية الغشاء المغذّي من أكثر التقنيات استخدامًا في الزراعة المائية، حيث يتم فيها استخدام أنابيب أو أحواض مصنوعة من مادة بولي كلوريد متعدد الفاينيل لنقل المحلول المغذي عبر الطبقة الرقيقة التي تشبه الغشاء. يتم تزويد هذه الأحواض بالمحلول المغذي من الجهة العلوية ويتم تجميعه مرة أخرى في الخزان بعد مروره عبر الأحواض. تتطلب هذه التقنية مراقبة دقيقة لمستويات المياه والمغذيات ودرجة حموضة المحلول. كما يتعين على المزارع ضمان توفير مصدر طاقة بديل والتقليل من تعرض المحاليل المغذية للضوء لتجنب تكوّن الطحالب. من أبرز التحديات التي قد تواجه هذه التقنية هي تعطل المضخات وارتفاع درجات حرارة الماء التي تؤثر على ذوبان الأكسجين.

تقنية الطوف تعتمد على زراعة النباتات في برك مملوءة بالمحلول المغذي، حيث يتم ضخ الهواء عبر مضخات لتوزيع الأوكسجين في الخزان. تعتبر هذه التقنية مثالية للبيئات المائية وتتطلب مراقبة دورية لمستويات المياه، المغذيات ودرجة الحموضة. تستخدم هذه الطريقة كميات أكبر من الماء مقارنة بتقنية الغشاء المغذي لكنها توفر بيئة ملائمة للنباتات لزيادة نمو الجذور. وتتميز هذه التقنية بسهولة الحفاظ على استقرار درجة حرارة محلول الأسمدة.

أما تقنية الغمر والتصفية، فهي مناسبة لزراعة الشتلات والنباتات الصغيرة. تعتمد هذه التقنية على تزويد منصات الإنبات بالمحلول المغذي باستخدام مضخة غاطسة، ثم يتم تصريف المحلول إلى الخزان مرة أخرى. يتم ضبط عمل المضخة عدة مرات في اليوم وفقًا لاحتياجات النباتات ودرجة الحرارة والرطوبة. بينما في تقنية التنقيط، يتم تطبيق المحلول المغذي مباشرة على جذور النباتات من خلال فتحات خاصة، ويتم التحكم في الكمية والوقت المناسبين بناءً على نوع النبات ومرحلة نموه.

تعتبر تقنية الزراعة الهوائية من أحدث تقنيات الزراعة المائية، حيث يتم تعليق النباتات في الهواء بدون استخدام التربة أو وسط نمو تقليدي. تعتمد هذه التقنية على توفير الأوكسجين والرطوبة للنباتات من خلال محاليل مغذية خاصة. تتميز هذه الطريقة بكفاءة استخدام المياه، وتعد مثالية للفضاء الخارجي والأبحاث العلمية مثل تلك التي تجريها وكالة ناسا. أما تقنية الفتيل، فهي من أبسط التقنيات، حيث يتم توصيل المحلول المغذي للنباتات باستخدام فتيل يمتص المحلول ويوصله إلى الجذور.

تختلف أنظمة الزراعة المائية حسب آلية عملها، وتنقسم إلى الأنظمة المغلقة والمفتوحة والصلبة والسائلة. في النظام المغلق، يتم إعادة تدوير المحلول المغذي، مما يسمح باستخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة. أما في النظام المفتوح، فإن المحلول لا يُعاد تدويره ويتم استهلاكه بالكامل. بينما يعتمد النظام الصلب على أكياس بلاستيكية لتخزين المحلول المغذي، ويتميز النظام السائل بتعرض الجذور مباشرة للمحلول المغذي دون الحاجة لوسط صلب.

الزراعة المائية هي أسلوب زراعي يعود أصله إلى العصور القديمة، وقد استخدمته حضارات متعددة مثل حضارة الآزتك والمصرية القديمة. تعتمد هذه الطريقة على زراعة النباتات في محاليل مغذية دون الحاجة إلى التربة، مما يساعد في تجاوز العديد من المشاكل التي تواجه الزراعة التقليدية مثل نقص المياه أو المساحات الزراعية المحدودة. تُستخدم الزراعة المائية حاليًا في المناطق الصحراوية والجزر، وتسمح بإنتاج المحاصيل في البيوت الزجاجية خلال أشهر الشتاء.

 

 

الموسوعة الرقمية العربية
haed-jo.org
najdagtech.com
kharaaj.com