وصايا الدكتور طلال أبوغزاله العشرين للشباب
19-06-2020
أ.د. محمد طالب عبيدات
لغتنا العربية من المفروض أن تكون أحد عناصر الفخر والاعتزاز لدينا، فهي هويتنا وهي لغة القرآن الكريم، والواقع الذي نعيشه مع اﻷسف في هذه اﻷلفية يشهد تراجعا ممنهجا وحتى عشوائيا في استخدامنا للغتنا وذلك كنتيجة حتمية استخدامات تكنولوجية ولانتشار لغات بديلة للتواصل الاجتماعي كاﻹنجليزية والعربيزية، حيث بدأ جيل الشباب تحديداً يفضلها على لغتنا العربية وهذا مؤشر جل خطير؛ وازداد ذلك مع الأسف في زمن جائحة كورونا حيث بدأ استخدام اللغة الإنجليزية والعربيزي وغيرها يطفو على السطح:
- في زمن كورونا؛ الواقع يقول بأن معظم شباب اليوم لا يتقن كتابة اللغة العربية وحتى خطهم غير مفهوم ولا يُقرأ، وحتى لا يتقن قواعد اللغة ولا يتقن الحديث فيها ويخلطها بلغات أخرى لتوضيح ما يريد؛ وفي هذا حديث طويل.
- في زمن كورونا؛ اللغة العربية مهددة بالانقراض لدى جيل الشباب بسبب ضعف استخدامهم لها وهذا مؤشر على أن وسائل التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها ولغات التواصل الاجتماعي في الدردشة تحديدا سبقت تمكيننا ﻷبنائنا في هذا الصدد.
- في زمن كورونا؛ حتى استخدامات اللغة العربية كلغة علميه بات يتراجع رويداً رويداً، وواجب العلماء اﻷجلاء التنبه لذلك، والواجب اﻷخلاقي والقيمي لمجمع اللغة العربية ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب يقتضي التنبه لذلك أيضاً ﻹيجاد وسائل وآليات واستراتيجيات على اﻷرض لتعزيز استخدام اللغة العربية.
- في زمن كورونا؛ الكل شركاء في تحمل المسؤولية بدءاً من اﻷهل والمؤسسات التربوية والتعليمية، وحتى المنابر الثقافية واﻹعلامية والدينية ومناهجنا، واﻷمر يحتاج لتضافر الجهود الوطنية والقومية للحفاظ على لغتنا العربية.
- في زمن كورونا؛ شبابنا بات يميل لعدم استخدام العربية كلغة محادثة وكتابة وحتى قراءة، ويجب أن نفتش عن اﻷسباب والمسببات ونضع أصابعنا على الجرح وإيجاد حلول ناجعة لهذه المعضلة. وأرجو من الجميع ملاحظة خط أبنائهم وقدرتهم على الكتابة واﻹملاء والتعبير وغيرها من الفعاليات ليعلموا ذلك بالدليل القاطع!
- في زمن كورونا؛ المصيبة أن الشباب بات يفخر باستخدام اللغات اﻷخرى وخصوصاً اﻹنجليزية والعربيزي الخليط ويعتبر ذلك تحضرا وتقدما يتباهى به أمام الجميع، لا بل يتهم الناس الذين يتحدثون العربية سواء بالعامية أو الفصيحة بأنهم رجعيون!
بصراحة: ما بعد كورونا؛ واجبنا جميعاً مؤسسات وأفراد يقتضي إنقاذ اللغة العربية من الضياع، وواجبنا جميعاً يقتضي أن نشجع أبناءنا على الحديث والكتابة والقراءة بالعربية وأن نتابع هذا الجيل للحفاظ على هويتنا خوفاً من ضياعها وضياعنا!
صباح العربية بكل فخر