وصايا الدكتور طلال أبوغزاله العشرين للشباب
10 آب 2025
قدمت دولة الإمارات تجربة نموذجية في تسخير الذكاء الاصطناعي لدمج اللغة العربية وكنوزها الثقافية في العالم الرقمي بما يعزز حضورها الإقليمي والعالمي لغة قادرة على التفاعل مع متطلبات المستقبل.
وتتبنى العديد من مؤسسات الدولة مبادرات نوعية لتوظف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في مجالات متنوعة مثل النشر والتعليم، والمعاجم، والمحتوى الإبداعي.
معجم الذكاء الاصطناعي
ويعد مشروع المعجم التاريخي للغة العربية من المشاريع الرائدة التي أنجزتها الشارقة، "عاصمة الثقافة العربية"، في العام الماضي، ويمثل إنجازاً علمياً يسهم في توثيق تطور العربية عبر العصور، وأعقب إعلان إنجاز المعجم، إطلاق مشروع "جي بي تي المعجم التاريخي للغة العربية"، لتوظيف الابتكارات الحديثة لخدمة هذه اللغة ونشرها حول العالم.
ويتيح ربط المعجم بالذكاء الاصطناعي للباحثين والمهتمين الوصول إلى أكثر من 20 مليون كلمة عربية، إلى جانب إمكانية كتابة وقراءة النصوص وتحويلها إلى مقاطع فيديو، مع توفير خاصية تغذية المعجم بشكل مستمر بالمعلومات، من خلال التعاون بين مجمع اللغة العربية بالشارقة ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات.
بدورها، تعمل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على تعزيز الثقافة والمعرفة الرقمية عربياً وعالمياً، عبر عدة مبادرات من أبرزها "مركز المعرفة الرقمي"، المنصة العربية لإنتاج وجمع وتنظيم المحتوى المعلوماتي الرقمي في إطار متكامل.
وفي العام الماضي، تجاوز حجم المحتوى الذي قدمه المركز 800 ألف عنوان، و8.5 ملايين مادة رقمية، في أكثر من 18 مكتبة متخصصة في مختلف المجالات الدراسية والفكرية والعلمية.
مبادرات أبوظبي للغة العربية
من جهته، ينفذ مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة عدة مبادرات توظف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في مجالات النشر، منها مشروع "معجم دليل المعاني الرقمي"، الذي يعد أول معجم عربي - إنجليزي متكامل، يقدم تجربة معرفية جديدة توظف الذكاء الاصطناعي وحوسبة اللغة، ويضم أكثر من 7000 مادة تغطي النسبة الكبرى من المفردات المستخدمة في اللغة المعاصرة.
ويتيح المعجم للمستخدمين، خاصة من غير الناطقين بالعربية، فهماً دقيقاً وسلساً للمفردات، بمزايا متقدمة تشمل النطق الآلي، والتعريفات المبسطة، والأمثلة التوضيحية، والصور، مع تصنيفات صرفية ودلالية دقيقة، كما يتميز المعجم بمرونة تقنية تتيح تطويره وتحديثه بشكل مستمر، ما يجعله أداة تعليمية ومعرفية تواكب العصر.
وأطلق المركز مشروع "الكتاب الصوتي بتقنية الذكاء الاصطناعي"، لتحويل النصوص المكتوبة إلى محتوى صوتي عالي الجودة باستخدام تقنيات التعلّم الآلي. كما أطلق "مختبر الذكاء الشعري" الذي يتيح للمستخدمين خصوصاً الشعراء الشباب والمعلمين والطلبة أدوات رقمية لضبط النصوص الشعرية لغوياً وعروضياً، وتحسين التشكيل، وفحص سلامة اللغة والإيقاع.
كما أطلق المركز، بالتعاون مع فريق من جامعة نيويورك أبوظبي وجامعة زايد، مشروع "المدونة العربية المتوازنة للانقرائية – بارق"، لجمع مدونة لغوية من 10 ملايين كلمة، تشمل طيفاً واسعاً من الأجناس الأدبية والموضوعات.
وشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الأخيرة إطلاق مبادرة "المربع الرقمي"، المساحة التقنية التي وفرت منصة لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في النشر والكتاب.
تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي
إلى ذلك، حرصت العديد من المؤسسات التعليمية على المشاركة في إطلاق مبادرات متنوعة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تعليم العربية، من أبرزها جامعة زايد التي أطلقت منصة "زاي" الرقمية، لتطوير تعليم العربية بتوفير أدوات وموارد مبتكرة لدعم المعلمين والطلبة والباحثين، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي شاركت في إطلاق نموذج "جيس"، النموذج اللغوي الكبير الأكثر تقدماً في العالم بالعربية، وأسهم إطلاقه في تمكين أكثر من 400 مليون ناطق بالعربية حول العالم من الاستفادة من منافع الذكاء الاصطناعي التوليدي.